You are here

المركز الفلسطيني للإرشاد يشارك في أيام سوق الحرجة

 

المركز الفلسطيني للإرشاد يشارك في أيام سوق الحرجة

مع إسدال بلدية رام الله الستار على أيام سوق الحرجة الأسبوعي الذي امتد على مدار الشهر الماضي، نسلط نحن في المركز الفلسطيني للإرشاد الضوء على مشاركتنا الأولى في هذا السوق، والتي شكلت نقطة مركزية في حياة المستفيدين من خدماتنا في برنامج التأهيل النفسي التابع لفرعنا في عزون- قلقيلية. وتنبع أهمية هذه المشاركة ليست كونها التجربة الأولى، بل لأن الأشخاص الذين شاركوا بشكل فعلي في هذه المبادرة هم الأكثر تأثراً.

وجاءت مشاركة المركز الفلسطيني للإرشاد بمبادرة من شباب القدس ضمن برنامج وجود الذي تدعمه منظمة أوكسفام والاتحاد الأوروبي. حيث هدفت المبادرة لتسليط الضوء على  أشخاص اعتاد المجتمع على تهميشهم بسبب معاناتهم مع المرض النفسي وهو الأمر الذي لا يزال المجتمع ينظر له على أنه وصمة.

أحد المستفيدين من برنامج تأهيل المرضى النفسيين وكان من المشاركين في السوق والإعداد له، هو الشاب سعيد سويدان 30 عاماً من عزون. انضم إلى برنامج التأهيل النفسي عام 2007 بعد ثلاث سنوات من تعرضه لإصابة تسبب بها الإحتلال أدت إلى انقلاب حياته رأساً على عقب. هذه الرحلة الصعبة بدأت بعد فترة طويلة من الإنعزال وإنعدام الثقة. هذه الحالة التي تغيرت الآن بشكل كامل بعد توجهه لمركز التأهيل النفسي التابع للمركز الفلسطيني للإرشاد. حيث يذهب سعيد 4 مرات أسبوعياً من كل شهر، حيث البيئة اجتماعية وداعمة خاصة أن زملائه يعيشون تجارب مماثلة لتجربته. 

يؤكد المشاركون في هذا البرنامج أن الجزء التأهيلي هو مهم ومكمل للجزء العلاجي، وأن الاهتمام بالصحة النفسية الذي يوفره برنامج الرعاية اليومية في عزون، من خلال الأنشطة العملية والإرشاد النفسي، وتوفير جو مريح؛ يكافئ الإهتمام بالصحة الجسدية والعلاج الدوائي الذي يتلقونه. ويعمل المركز أيضاً على توفير بيئة آمنة للعمل والإنتاج وذلك لإيمان المركز والمرضى بأهمية توفير العمل لهم في بيئة محمية لضمان استقرارهم النفسي والاجتماعي الذي حققوه على مدى سنوات من التحاقهم ببرنامج الرعاية اليومية والتأهيل النفسي في المركز.

وهذا ما أكده أحمد الجيوسي 42 عاماً من وهو متزوج وأب لخمسة أولاد وبنات، والذي يعتبر المركز بيته الثاني حيث ينتظر اللقاء الأسبوعي بفارغ الصبر، وكوّن أحمد في المركز صداقات وعلاقات مع المستفيدين الآخرين بحيث يعتبرهم عائلته الثانية يشاركهم ويشاركونه الأفراح والأتراح ويتبادلون الزيارات والتهاني في المناسبات والأعياد.

ومن هنا تأتي أهمية دعم مثل هذه المبادرات والبرامج والمؤسسات، لتقديم خدمة علاجية وتأهيلية نوعية للمستفيدين وإحداث تأثير إيجابي ينعكس عليهم وعلى عائلاتهم، وتمنحهم فرص متساوية كباقي الأفراد في المجتمع . وكانت تجربة سوق الحرجة مهمة لتوعية الناس ولزيادة اهتمامهم بالصحة النفسية حتى يكونوا أفراداً داعمين وإيجابيين من أجل مجتمع أكثر وعياً وتقبلاً للمرض النفسي.