Skip to main content

نادي الصحافة في القدس يستقبل السيدة رنا النشاشيبي المديرة العامة للمركز

القدس – كشفت رنا نشاشيبي المديرة العامة للمركز الفلسطيني للارشاد عن أبرز ملامح السياسة الاسرائيلية الممنهجة لاستهداف النفسية والروح المعنوية للشعب الفلسطيني سواء في القدس العاصمة المرتقبة للدولة الفلسطينية أو في عموم الوطن الفلسطيني منذ الاحتلال والنكبة الأولى في عام 1948.

وأوضحت في لقاء الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي برعاية مقهى الكتاب الثقافي- المكتبة العلمية أنه بموازاة الحروب التقليدية التي شنتها اسرائيل للاستيلاء على الأرض كانت هناك حرب نفسية تستهدف الانسان الفلسطيني أولاً واخيراً في سياق المواجهة الكبرى مع الاحتلال على الارض وفي أحقية وجودنا التاريخي والشرعي في هذه البلاد. وأضافت أن اسرائيل تدرك أنه لا يمكن لها أن تكسب هذه الحرب بسبب الارث التاريخي والثقافي المزروعين والممتدين  عميقا في هذه الارض العربية، خاصة ما دام الفلسطينيون مصرون على حقهم وعدم التنازل عنه.

رؤيا احتلالية قديمة..

واستشهدت في هذا السياق بمقولة مشهورة عن بن غوروين أول رئيس وزراء اسرائيلي " فالعرب اي الفلسطينيين لن يستسلموا فيما أسماه ارض اسرائيل الا بعد ان يستولي عليهم اليأس الكامل .. يأس لا ينجم عن فشل الاضطرابات التي يثيرونها أو التمرد الذي يقومون به وحسب وانما ينجم عن نمونا نحن اصحاب "الحقوق اليهودية المطلقة " في هذا البلد "؟! وهذا يعني أن الاحتلال يستهدف ضرب القوة الموجودة في نفسية الانسان الفلسطيني ومحاولة دحر قوة المقاومة والمطالبة بالحقوق واستردادها .. ومن هذا المنطلق فإن السياسة الاسرائيلية ممنهجة بشكل دائم وهي تستهدف أشياء محددة .

 

الحواجز والجدران

وضربت نشاشيبي على ذلك بعض الأمثلة منها الحواجز العسكرية التي لا يمكن أن تكون للحفاظ على الأمن كما يدعّون لأنه كانت دائما هناك طرق مواربة والتفاف عليها .. ولكن الهدف الأول منها هو الاذلال من خلال المرور باجراءات تفتيش مذلة وقمعية وخلع ملابس ومهانة والاخطر أن المتعرض لها ينشغل دائما في كيفية تلافيها والالتفاف عليها وليس مواجهتها والتسليم بالتالي بالاسلوب الذي يفرضه الاحتلال مثلا على المواطن للوصول إلى القدس، هذا اذا حصل على تصريح أساسا لمن لا يحمل هوية القدس، والتنكيد على حملة الهوية المقدسية والتنكيل بهم  لحاجتهم  الماسة للتواصل مع بقية أبناء شعبهم في المدن الفلسطينية الاخرى ..! واشارت مثلا، إلى المتاهة التي يجسدها حاجز ايرز اللعين بين الضفة والقطاع بحيث يستهدف التحكم في سلوك الانسان الفلسطيني ومحاولة تنميطه والتنبؤ  بتصرفاته مسبقا ..! من خلال برمجة هذا السلوك ومعرفة ردات فعله.. وهو ما ينطبق على جدار الفصل العنصري الذي يعمل على خلق حالة -الغيتو- في النفسية الفلسطينية، ويصبح مرام الانسان أن يتمكن من تدبير امر نفسه فقط بعزله عن التواصل مع المجموع العام لأبناء شعبه ومحيطه الذي يعيش فيه..! كما يخلق ضغطاً على امكانية التفكير بحلول وبدائل مناسبة ومنع حالة التفكير المنهجي في وضع من الراحة  بل اجبار الناس على التفكير تحت الضغط القاسي بحلول بدائية من خلال التحكم في تفكيرهم وتوجيهها بعيداً عن التفكير المبدع والخلاق واللجوء إلى ردود أفعال اكثر عنفا تجاه أبناء مجتمعهم نفسه  ونسيان المسبب الاساسي وهو الاحتلال وممارساته المنهجية وتحويل الغضب تجاه الاحتلال إلى غضب داخلي في المجتمع الفلسطيني نفسه كما نلمس يوميا في كثير من مجالات الحياة..!

حصة الأسد للقدس..!

ونوهت نشاشيبي إلى خصوصية القدس التي تعاني اضافة إلى الهم العام من حالة اغتراب وضعت فيها خصوصا الشاب والطفل الفلسطيني من جراء سياسة ممنهجة تمثلت في اتاحة فرص العمل في عمر مبكر لاخراجهم من المدارس واشغالهم في أمور حياتية تستنزفهم وتبعدهم تماما عن النضج الكامل وبلورة هوية وطنية وثقافية واضحة قادرة على الدفاع عن ذاتها..! وسابقاً كانت التنظيمات والفصائل الوطنية قادرة على احداث عملية توازن في هذا المجا