الصحة النفسية في فلسطين
يتبين من الدراسات المرتبطة بواقع الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني مدى الصعوبات التي يواجهها قطاع العاملين في المجال، خاصةً فيما يتعلق بسهولة توفر معلومات وإحصاءات تتعلق بمستوى انتشار الأمراض النفسية في فلسطين. وقد يعود ذلك لحداثة البحث في مجال الصحة النفسية في فلسطين، وشح البيانات المتعلقة بمستوى الانتشار ارتباطا بالصعوبات الإجتماعية التي يواجهها القطاع والمتعلقة بالوصمة الإجتماعية.
ففي مراجعة للأدبيات المتعلقة بإصدارات منظمة الصحة العالمية، يتضح قلة وضعف الاحصائيات حول الاضطرابات النفسية. ويعود ذلك وفق تقارير الصحة العالمية الى ان الوضع الابدميولوجي للصحة النفسية في فلسطين غير متوفر.
فمن الصعب الحصول على نسب وارقام دقيقة تعكس صورة الوضع الابدميولوجي للصحة النفسية في فلسطين (WHO, 2006) كما وتبين ان هناك حاجة ماسة للعمل مع المرضى المصابين بامراض مزمنة (مثل الفصام والاكتئاب الحاد، والهوس الاكتئابي، والاضطرابات الذهانية) وذلك لامكانية التدخل معهم والتقليل من امكانية (burden of disease).
فالتدخل المبكر يقلل من عدم الانتاجية الذي يترافق مع هذه الامراض، حيث بينت الابحاث لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولي ان الاكتئاب والامراض النفسية المزمنة تشكل خمسة من اصل عشرة امراض تؤدي الى العجز وقلة الانتاجية.
وبالنسبة للفئة الآخرى من المصابين بأمراض نفسية تصل نسبتهم 10-20% يتوجهون لعيادات الصحية الاولية بشكاوى جسدية ذات منشا نفسي اجتماعي.
وفئة أخرى من الاضطرابات تكون ردة فعل (reactive symptoms) خاصة الاطفال والمراهقين، حيث تكون آليات العمل معهم في معظم الأحيان على شكل أولى ووقائي.
وفي مراجعة الادبيات المحلية والعالمية حول واقع الصحة النفسية في فلسطين، يمكن تلخيص النتائج على النحو التالي:-
1- اشار مسح الصحة النفسية الاجتماعية للأطفال من عمر 5-17 عام (مركز الاحصاء، 2004) ان 11% من الاطفال اصبحوا يعانون من العصبية الزائدة والصراخ، الخوف من الظلام والخوف من الوحدة. 8.4 من الاطفال يعانون من المزاج السيء والكوابيس، وكانت اعراض العصبية الزائدة، والكوابيس اعلى عند الذكور اما الاناث فارتفعت لديهم اعراض الخوف من الوحدة والخوف من الظلام، اما عن عرض زيادة الافكار حول الموت 4.3 % من الاطفال وتساوت معها نسبة الذين يعانون من البكاء بدون سبب كما واشار المسح الى الاعراض السلوكية للاطفال مثل اشعال الحرائق والضرب والشتم والتكسير حيث يعاني منها 5.8 % من الاطفال. اما الانعزال والابتعاد عن العائلة 2.2 فقدان التركيز 9.9% و 7.1 تعلق زائد بالاهل، فيتضح من النتائج الخاصة بالمشكلات السلوكية انها مرتفعة اكثر عند الذكور ما عدى عرض التعلق الزائد بالام كانت لدى الاناث اعلى. كما واشار المسح الى ان 68.8 من الأطفال قد تلقوا مساعدة نفسية وارشاد، الاطفال الذكور تلقوا المساعدات اكثر من الاناث ، الذكور 71.5% مقابل 65.5%.
2- تبين من خلال دراسة لبرنامج غزة للصحة النفسية (WHO, 2006) ان 32% من المراهقين من عمر 10-19 يعانون من اعراض ما بعد الصدمة النسبة مرتفعة عند الذكور اكثر من الاناث 58% ذكور مقابل 42% اناث كما وتشير دراسة ( Zakrison, 2004 ( في منطقة بيت لحم بالضفة الغربية ان 42% من الاطفال يعانون من مشاكل نفسية (عاطفية وسلوكية). اما عن دراسة مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب (سحويل ، 2004) بينت ان 38.1 % يعانون من اعراض ما بعد الصدمة و3.1 توتر حاد، وفي تقييم نفسي اجرته مؤسسة انقاذ الطفل بالتعاون مع سكرتارية الخطة الوطنية (عرفات كايرو، 2003) تشير ان 93% من الاطفال ممن فحصوا يشعرون بعدم الامان ويشعرون بالخوف ليس فقط على انفسهم بل وعلى اهلهم.
3- تم جمع بيانات 4 سنوات من وزارة الصحة الفلسطينية (2006،2007،2008،2009) حول المتوجهين لتلقي خدمات نفسية (علما بان بيانات عام 2009 هي فقط للضفة الغربية) حيث بينت النتائج ان 36 % من المتوجهين يعانون من اضطرابات عصابية و31 % من المتوجهين يعانون من اضطرابات عاطفية Affective Disorder و 27% من المتوجهين يعانون من الفصام والاضطرابات الذهانية و5% من المتوجهين يعانون من اضطرابات بالشخصية و1% غير محدد التشخيص. مرفق جدول تفاصيل.
4- اما عن الاحصائيات الخاصة بالمركز الفلسطيني للارشاد فقد بينت النتائج الخاصة بالمتوجهين للطب النفسي خلال الثلاث سنوات الاخيرة ( 2007،2008،2009 ) ما يلي: 25% من المتوجهين يعانون من القلق بانواعه و 22% اضطراب مزاج اما الفصام والاضطرابات الذهانية تشكل 18 % من المتوجهين 11% اضطراب تكيف و8% اضطراب بالشخصية. اما من حيث التوجه للارشاد النفسي( 2008,2009 ) فقد كان بالمرتبة الاولى 27% (relational problem) من المتوجهين بسبب مشاكل بالعلاقات داخل العائلة من ثم القلق 16% واضطراب المزاج 13 % من المتوجهين للارشاد النفسي. اما اضطرابات الشخصية فقد شكلت 6% من المتوجهين. مرفق جدول تفاصيل
5- اما بالنسبه الى الاحصائيات الخاصة بمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب قفد تم جمع احصائيات ثلاث سنوات متتالية (2007،2008،2009) تبين انه يستقبل ما يقارب 500 منتفع سنويا للارشاد (64% من المتوجهين يعانون من اضطرابات قلق وتشمل اضطراب ما بعد الصدمة يليها اضطراب المزاج ويشكل 29% من المتوجهين من ثم الاضطرابات الذهانية وتشكل 3% من المتوجهين اما عن الفقدان والمشاكل النفس جسدية واضطرابات الشخصية مجتمعة تشكل 1% من المتوجهين، 3% يعانون من ادمان).
يتضح من البيانات اعلاه ان نسبة مرتفعة من المتوجهين لتلقي خدمة الارشاد والطب النفسي يشكون من اضطرابات قلق يليه اضطرابات مزاج من ثم اضطرابات ذهانية. اما ما يخص الاطفال فتشير النتائج الى ان النسبة الاكبر منهم يعانون من مشاكل بالعلاقات داخل العائلة واعراض نفسية كالخوف بأشكاله المختلفة، عدم الشعور بالامان والسلوكيات العدوانية.
وصف خدمات الصحة النفسية في فلسطين
فيما يلي عرض ووصف القطاعات المختلفة التي تقدم خدمات صحة نفسية في فلسطين:-
1. القطاع الحكومي) government sector) يقدم خدمات اللصحة النفسية من خلال عدة وزارات
اولا: وزارة الصحة الفلسطينية : حيث تقدم خدمات الصحة النفسية في اطارين الاول: الرعاية النفسية الاولية من خلال مراكز الصحة النفسية المجتمعية والثاني الرعاية النفسية الثانوية " المستشفيات" : مستشفى الامراض العقلية في بيت لحم ومستشفى النصر في غزة .
مراكز الصحة النفسية المجتمعية موزعة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ففي الضفة العربية يوجد 6 مراكز صحة نفسية مجتمعية ( في رام الله، الخليل، نابلس، جنين، سلفيت وحلحول) مركز حلحول يعتبر متخصص لفئة للأطفال والمراهقين( وتعتبر كتجربة اولى ) جميع المراكز فيها اخصائيين نفسيين وعاملين اجتماعيين وطبيب نفسي وممرض هناك بعض المراكز لا يوجد بها طبيب بشكل دائم مثل سلفيت الطبيب النفسي بوظيفة غير كاملة وفي ثلاثة مراكز يتواجد معالج وظيفي ( نابلس، سلفيت، جنين)، اما مركز حلحول فبالاضافة للطاقم المذكور يوجد به اخصائية نطق. وفي قطاع غزة يوجد 4 مراكز نفسية مجتمعية في جباليا، خان يونس، غزة ومركز نفسي مجتمعي للاطفال في غزة.
بالنسبه للرعاية الثانوية (secondary intervention ) هناك محاولات لدمج خدمة الطب النفسي في المستشفيات العامة وذلك بان يكون للمرضى النفسيين اسرة خاصة بهم، لكن هناك صعوبة في ايجاد مختصيين مؤهلين للعمل مع المرضى النفسيين داخل المستشفيات والعمل على تغيير توجهات الطاقم الطبي حول المرضى النفسيين. ويوجد في مستشفى نابلس قسم للمرضى النفسيين مكون من 4 اسرة وكذلك في طولكرم.
تقدم الخدمات الثانوية ( ( secondary intervention من خلال مستشفيات عدد 2 واحد في غزة والاخر في بيت لحم.
ثانيا: وزارة التربية والتعليم العالي : تقدم الوزارة الارشاد النفسي والتربوي من خلال المرشدين في المدارس ويبلغ عددهم 624 مرشد/ة. حيث بدأ الارشاد بالمدارس في عام 1996. يقدم المرشد في المدرسة الارشاد الفردي والجماعي الجمعي والمهني كما ويعملون على تحويل الحالات التي تعاني من مشاكل واضطرابات نفسية التي تحتاج لتدخل متخصص اكثر الى مؤسسات خارجية.
- بينت نتائج دراسة جقمان 2004 ان أكثر من 50 % من مقدمي الخدمات في الصحة النفسية يعملون في القطاع الحكومي.
- يتواجد في فلسطين 21 طبيب نفسي (ورشة الموارد العربية، 2008) 18منهم يعملون في القطاع الحكومي و3 يعملون بشكل خاص ( private )
- 40 اخصائي / ة نفسي/ة ( clinical psychologist) ( who, 2006) 13 يعملون في القطاع الحكومي و27 في مؤسسات غير حكومية.
2. القطاع غير الحكومي ) NGOs sector ( ويضم مجموعة من المؤسسات الفلسطينية التي تقدم خدمات في الصحة النفسية معظم هذه المؤسسات تعمل على عدة مستويات في الصحة النفسية اولا على المستوى الاولي ( primary intervention prevention and promotion) awareness الوقاية والتوعية في الصحة النفسية وذلك وعلى المستوى الثاني وهو العلاجي ويشمل العلاج الفردي، العلاج الجماعي، الطب النفسي وعلى المستوى الثالث وهو التأهيل (قليل من المؤسسات يعملون تأهيل).
بعض هذه المؤسسات تقدم الخدمات الارشادية خارج اطار المركز (Outreach ) والبعض الاخر يعملون في بناء قدرات للطواقم التي تعمل في الصحة النفسية مثل جذوربالمشاركة مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة .
من بين المؤسسات الغير حكومية ( NGOs ):-
المركز الفلسطيني للارشاد يقدم خدماته لجميع الفئات العمرية ارشاد نفسي ،طب نفسي، وقائي وتأهيل، مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب تأهيل طب نفسي/ ارشاد نفسي/ توعية/ ابحاث بالصحة النفسية / الفئة المستهدفه هم المتعرضين للعنف والتعذيب سواء بشكل مباشر او غير مباشر، جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية ارشاد نفسي، مركز المراة للارشاد القانوني والاجتماعي العمل بشكل خاص ارشاد نفسي اجتماعي قانوني للنساء، جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني مؤسسة شبه حكومية تقدم راشاد نفسي وعلاج نفسي، مؤسسة جذور للانماء الصحي بناء قدرات الاطباء في الصحة النفسية ومركز الارشاد النفسي _ sos
3. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( ( UNRWA.
تقدم خدمات للاجئين في اماكن تواجدهم، تقدم خدمة الارشاد النفسي والتربوي في المدارس التابعة لوكالة الغوث، وايضا تقدم الارشاد في العيادات الصحية في المخيمات التابعة للوكالة ، يتم العمل على جانب وقائي وتدخل اولي في الصحة النفسية مع التحويل للحالات التي تحتاج تدخل علاجي ‘طب نفسي حيث لا تقدم خدمة طب نفسي للمنتفين الا انها ولفترة طويلة كانت تتعاقد مع اطباء نفسيين او مراكز تقدم خدمة الطب النفسي وتقوم بدفع تكاليف العلاج ، العمل يكون ارشاد جماعي للاهل المعلمين والاطفال والمراهقين، بدأ برنامج الدعم النفسي في مؤسسات ,;وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالعام 2001 برنامج قائي توعوي. يتكون الطاقم في الارشاد المدرسي من 64 مرشد/ة في الضفة الغربية و120 مرشد في قطاع غزة كما ويعمل ما يقارب 36 مرشد في العيادات الصحية يقدمون ارشاد نفسي لاهالي المخيم.
4. يقدم الخدمة ايضا اطباء يعملون بشكل خاص ( private )
تأثير المرض النفسي على العائلة والمجتمع :-
تعتبر العائلة الملاذ الآمن الذي ينمو ويترعرع به الانسان بطريقة صحية وهي التي تسهم في تشكيل الشخصية المستقبلية الذي يطورها. لذلك تؤكد الادبيات على اهمية تمتع الوالدين بصحة نفسية ايجابية لما له الاثر الكبير والايجابي في نماء وتطور شخصية سوية للابناء .( Hendrick, V. Daly.K 2000) هذا وتقدم العائلة الدعم الاجتماعي الذي يؤثر ايجابيا على الصحة النفسية للافراد وفي كون العائلة عبارة عن نسيج اجتماعي متجانس ومترابط فان كل فرد فيها يشعر بالاخر وينتمي له.
ففي بعض الاحيان تعاني تلك الاسرة من صعوبات ناتجة عن معاناة احد افرادها من مشكلة او ضيق او مرض يترك الاثر الكبير على جميع افراد العائلة خاصة اذا مرض نفسيا وبقي المريض من دون علاج وفي كون المرض النفسي غالبا ما يترجم بسلوكيات وانفعالات فالمصاب بالمرض من الممكن ان يتصرف بطريقة تضايق الاخرين كالعصبية الزائدة تقلب المزاج الحاد والاعراض الذهانية هذا بدوره يؤدى الى ردود افعال سلبية وعكسية من افراد العائلة المحيطين به ، فقد يولد هذا احباط وغضب بل واحاسيس سلبية لدى المريض والمحيطين به. (1988 ، (Antonovsوفي الكثير من الاحيان يتأثر الاخوة سلبا و يشعرون بالاهمال والقلق والتوتر كون الاخ المريض يستحوذ على الاهتمام من الاهل ويشعرون انه المفضل ويتعامل الاهل معه بتمييز، مما يؤثر على الانسجام داخل العائلة ويؤدي الى تولد الصراعات بداخلها (سعفان، 2007 ).
اشارت بعض الادبيات الى ان هناك ردود فعل تحدث للعائلة نتيجة التعرض للاحداث الضاغطة وهنا تم اعتبار الاصابة بالمرض النفسي بالحدث الضاغط على العائلة حيث تدخل العائلة في حالة من الانكار للحدث الجديد يحاولون جاهدين التوصل لتفسير لما يحدث احيانا يتجاهلون الاعراض ويتأخرون في الذهاب للاستشارة والحصول على العلاج الازم وهنا من الضروري التعرف على المعنى الذي تعطيه العائلة للحدث وتؤكد هنا نظرية الاجهاد العائلي ل روبرت هلل ( 1993.Paterson. J and Gatwick .A ) على اهمية المعنى الذي تعطيه العائلة للحدث " stressful event ان بعض العائلات يقومون بتغيير الادوار والروتين بعد اصابة احد افرادها بالمرض المزمن المعني الذي تعطيه العائلة للحدث يؤثر على الاستقرار في العائلة ويؤثر على ديناميكية العلاقات داخل الاسرة.
اذا تفهمت العائلة ما حصل وحاولت الحصول على معلومات حول المرض الذي اصيب به احد افرادها اي تلقت توعية ومعلومات حوله يسهل ذلك عملية التقبل مما يسهم في امكانية اخذ العلاج الملائم في الوقت المناسب تصبح هناك امكانية افضل للتعافي والاستقرار. اما اذا لم تتقبل العائلة المرض يؤدي ذلك على المدى البعيد الى انعزال العائلة ويؤدي ذلك الى حدوث انتكاسات للمريض كون العائلة غير متقبلة فانها تعمل على ايقاف العلاج للمريض عندما تشعر بتحسن في وضعه مما يؤدي الى تدهور حالته النفسية ، ان عدم تقبل المرض يسهم في تكوين الوصمة الاجتماعية التي توصم بها العائلة نتيجة اصابة احد افرادها بالمرض النفسي. ان العائلة تلعب الدور الكبيرفي عملية الشفاء والعلاج ( impact of mental illness on family, 1999 والوعي بالامراض النفسية ومعرفة الكثير عنها يؤدي الى تقبل افضل ومساهمة في العلاج فمن الواجب ان يعرف الاهل ان على المريض ان يتعالج بالاودية او الارشاد النفسي او الاثنين معا ( 1991.Paterson. J and Gatwick .A )
ان لاصابة احد الوالدين بمرض نفسي تأثير على الابناء حيث تتاثر سلوكياتهم به وكون السلوك متعلم فان الطفل حسب نظريات التعلم يتعلم السلوكيات المرضية من الاهل ( النمذجة) ( باندورا، 1977) ، يصبح الاطفال في مجال الخطر من تطوير اضطرابات نفسية ( Norman garrmezy, 2003)
فمثلا معاناة احد الوالدين من الاكتئاب اوالقلق ( Hendrick, v. daly.k 2000) يؤثر على نمط التعلق بين الطفل والوالد\ة ( المصاب بالمرض) مما يؤدى الى تعلق غير امن، اما على المدى البعيد يؤدي الى تدني تقدير الذات، مشكلات عاطفية وسلوكية حيث تتولد لديهم سلوكيات عدوانية اتجاه من هم في جيلهم ويواجهون صعوبة في التواصل مع الاخرين وايضا يتأثر سلبا التطور المعرفي والتطور اللغوي لهم
(Hay and Kumar 1995 ). اما عن اكتئاب ما بعد الولادة فيؤدي الى تهيج الاطفال وعدم ثباتهم واستقرارهم اما الاهل الذين يعانون من اضطرابات ذهانية كالفصام والهوس الاكتئابي يعانون من تأرجح بالمزج ونوبات غضب يصعب تنظيمها عند التعامل مع الاطفال مما يؤدي الى صعوبة هؤلاء الاطفال في التواصل مع الاخرين ويؤدي الى معاناتهم من الاندفاعية الزائدة. اشارت بعض الدراسات ان استخدام بعض الادوية للاضطرابات الذهانية تؤدي الى صعوبة في القيام بالوالدية ( parenting )كونها تؤثر على تعابير الوجه ويمنع السلوكيات العفوية عند المرض.
اشار (Bob Murray , 2008 ) الى العلاقة مع الشريك اذا كان يعاني من مرض الاكتئاب ووضح انه ليس من السهل العيش مع اشخاص يعانون من الاكتئاب هذا يتطلب من الشريك ان يفهم اكثر عن المشكلة يقتنع ان الشريك يعاني من مشلة مرضية مثل اي مرض اخر كالضغط والامراض العضوية الاخرى ، عليه ان يسأله دائما عن شعوره ، ويظهر له قوته امام المرض.
تشير الادبيات الى تاثير الامراض النفسية على المجتمع من حيث الانتاجية والعمل حيث يؤثر المرض النفسي على الصحة للافراد وبهذا يصبح الاداء الوظيفي لهم متدني ، ففي دراسة لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية ( WHO, ILO,2002 ( تبين على مقياس (Disability Adjusted Life Years ) سنوات العجز وعدم الانتاج ان الامراض النفسية تشكل 5من اصل 10 امراض تؤثر على الانتاجية للافراد منها الاكتئاب، الهوس الاكتئابي، الفصام، الوسواس القهري( WHO,2002 ) وتؤدي الاصابة بهم الى جعل هؤلاء المرضى غير قادرين على العمل الفعال وتجعلهم غير منتجين الامر الذي يجعل هؤلاء المرضى عبء على المجتمع بناءا على تقارير منظمة الصحة العالمية يتمثل العبء فى عدم القدرة على الانتاج والانجاز التى تنشأ عن الإصابة بالمرض النفسى وتأثيره على جودة مواصفات الحياة quality of life ، حيث تمثل نسبة أعباء الأمراض النفسية والعصبية 10.6% من مجموع الأمراض مجتمعة كما تتسبب في ضياع 33% من سنوات الحياة للمرضى الذين يعانون منها. (WHO,2002)
جداول توضح احصائيات انتشار الامراض والاضطرابات النفسية
احصائيات وزارة الصحة
التشخيص
|
السنة |
||||||||||
النصف الاول من 2009 الضفة الغربية |
2008 الضفة وغزة |
2007 الضفة وغزة |
2006 الضفة وغزة
|
|
|||||||
ذكور |
اناث |
مجموع |
المجموع الكلي |
النسبة |
|||||||
ذكور |
اناث |
المجموع |
|||||||||
اضطرابات الشخصية |
7 |
3 |
10 |
55
|
51
|
38 |
21 |
59 |
175 |
5% |
|
اضطراب عصابي |
39 |
48 |
87 |
440 |
332 |
181 |
185 |
366 |
1225 |
36% |
|
عاطفي affective |
41 |
28 |
69 |
328 |
301 |
203 |
152 |
355 |
1058 |
31% |
|
فصام واضطرابات ذهانية |
63 |
40 |
103 |
257
|
321
|
148 |
104 |
252 |
933 |
27 % |
|
غير محدد |
|
|
|
- |
43 |
|
|
|
43 |
1% |
|
المجموع |
150 |
119
|
269 |
1085 |
1053 |
570
|
462 |
1032 |
3434 |
100% |
احصائيات مركز الارشاد الفلسطيني خلال 3 سنوات " طب نفسي" حالات جديدة ( 2007،2008،2009)
التشخيص |
المجموع |
النسبة |
اضطراب قلق |
43 |
25% |
اضطراب مزاج |
39 |
22% |
فصام واضطرابات ذهانية |
31 |
18% |
مشاكل تكيف |
20 |
11% |
Other condition |
15 |
9% |
اضطرابات طفولة |
8 |
5% |
نفس جسدي |
4 |
2% |
اضطراب شخصية |
14 |
8% |
المجموع |
174 |
100% |
ارشاد نفسي
التشخيص العام |
السنة 2008
|
السنة 2009 |
العدد الكلي للتشخيص |
النسبة |
|||
البالغين |
الاطفال |
البالغين |
الاطفال |
|
|||
اضطراب مزاج |
36 |
6 |
48 |
12 |
102 |
13% |
|
اضطراب قلق |
46 |
31 |
23 |
23 |
123 |
16% |
|
Other condition with clinical focus Relational problems "" |
32 |
83 |
30 |
63 |
208 |
27% |
|
اضطراب تكيف |
17 |
14 |
16 |
7 |
54 |
7% |
|
اضطراب شخصية |
19 |
2 |
22 |
2 |
45 |
6% |
|
اضطراب ذهان |
10 |
|
10 |
3 |
23 |
3% |
|
اضطرابات طفولة |
6 |
17 |
|
26 |
49 |
6% |
|
ADHD |
|
6 |
|
13 |
19 |
2% |
|
الاضطرابات الحسية الحركية |
|
|
|
2 |
2 |
|
|
صعوبات تعلم |
|
16 |
|
27 |
43 |
5% |
|
اضطرابات بالاتصال communication disorder |
1 |
6 |
3 |
10 |
20 |
3% |
|
Somatoform disorder |
1 |
2 |
1 |
|
4 |
1% |
|
تخلف عقلي |
|
7 |
1 |
8 |
16 |
2% |
|
اضطراب نوم الاندفاعية والسيطرة اضطراب جنسي اضطرابات اكل |
|
|
|
2 |
2 |
2% |
|
|
1 |
2 |
|
3 |
|||
3 |
3 |
2 |
|
8 |
|||
|
1 |
1 |
2 |
4 |
|||
اضطرابا ت تشخص بالطفولة والمراهقة |
|
4 |
|
14 |
18 |
2% |
|
التشخيص لم يحدد بعد |
|
6 |
8 |
23 |
37 |
5% |
|
المجموع |
171 |
205 |
167 |
237 |
780 |
100% |
|
المجموع الكلي |
780 |
|
|
||||
مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
التشخيص |
2007،2008،2009 |
|
العدد |
النسبة |
|
فصام واضطرابات ذهانية |
48 |
3% |
اضضطراب مزاج |
461 |
29% |
اضطراب قلق |
1012 |
64% |
فقدان |
7 |
0.4% |
نفسي جسدي |
5 |
0.3% |
اضطرابات شخصية |
4 |
0.3% |
ادمان |
41 |
3% |
المجموع |
1578 |
100% |
قائمة المراجع:-
1- سحويل محمود، رصرص خضر،( 2004, (مسح وضع الصحة النفسية للأطفال في الضفة الغربية. رام الله، فلسطين.
2- الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني،) 2004( . مسح الصحة النفسية والاجتماعية للاطفال 5-17 سنة ، 2004 - النتائج الاساسية . رام الله ، فلسطين.
3- جقمان ريتا، )2004(. الرعاية الصحية النفسية – الاجتماعية في الارض الفلسطينية المحتلة. معهد الصحة العامة والمجتمعية ، بير زيت. فلسطين.
4- سعفان،أ) 2007(. تأثير المرض النفسي علالعائلة.http://aamsaafanm.maktoobblog.com/3158
5-عرفات كايرو، (2003). تقييم نفسي اجتماعي لاطفال فلسطين. سكرتارية الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني، رام الله. فلسطين.
1- Garmzy,m.( 2003). Family stress. Sage publications, California. United States of America.
2- World health organization,( 2006)mental health in the eastern Mediterranean region. World regional publications. Eastern Mediterranean series.
3- World health organization,( 2002). Mental health: impact, issues and good practice. Who library cataloguing – publications data.
4-Antonovsky, A. (1979). Health, stress and coping. San Francisco: jossey-bass
5- Paterson, j Garwick, A. (1993). The roll of family meaning in adaptation to chronic illness and disability (pp.221-238)
6- Murray,B. (2008). How living with a depressed person can impact your relationship
7- Working with the family,(1999 ). Impact of mental illness on families. http://www.pathways2promise.org/family/impact.htm
8- Zakrison, T (2004) .The Prevalence of Psychological Morbidity in West Bank Palestinian Children. Can J Psychiatry, Vol 49, No 1, January 2004.
9- World Health Organization, (2006). Involvement in Community Mental Health Development in the occupied Palestinian territory a work in progress.
10- hendrik,v and daly,k, (2000). parent mental health . center for healthier children families and communities, http://healthychild.ucla.edu replica watches