إن الآثار النفسية والاجتماعية لجدار الفصل والضم لا يمكن قياسه بما يترتب عنه على المدى القريب فقط وانما أثاره بالغة الأهمية والخطورة بعيدة المدى. كما أن تحليل مدى تأثيره ينطوي على فهم العوامل الاخرى المؤثرة والمرتبطة بالاحداث ، الاوقات ، و المراحل التطورية للجماعة والفرد. ان النظر الى التأثير النفسي الاجتماعي للجدار لا يتم بمعزل عن مجمل الاحداث السياسية، الاقتصادية، النفسية والاجتماعية التي مر بها الانسان والمجتمع الفلسطيني منذ 1948.
كما أن التعامل مع اثاره يجب ان لا يكون بمعزل عن فهم الحرب النفسية الممنهجة والمستمرة التي ينتهجها المحتل الاسرائيلي في محاولة للوصول الى زعزعة الذات الفلسطينية والتي هي اساس التصدي ومقاومة مخططاته.
أن واحدة من مركبات هذه الحرب النفسية، تتمثل في خلق ظروف مسببة للصدمات، التي يعلم القائمون على هذه الحرب أنها شرارة الانطلاق لعدد لا يحصى من المشاكل و الاضطرابات النفسية، التي من شانها أن تترك المجتمع الفلسطيني ضعيفا و قابل للتشكل و التأثير بما فيه مصلحة المشروع الاستيطاني.
الصدمات
- الصدمة الاولى الممتدة والمستمرة منذ بداية التشريد والنزوح الاول اي منذ 58 عاما.
- الصدمات المتعاقبة.
- الجدار.
- الصدمة الاولى
فبالاضافة الى آثارها الصادمة الانية الناجمة عن القتل، الدمار، مصادرة الممتلكات والتشرد والنزوح فقد سببت ما يسمى بالجرح الثقافي ( cultural wounding) اي الاساءة والتجريح لكل ما له قيمة واهمية في الحياة، فمن سلب الوطن والأرض ،و التغيير في المعالم الفيزيقية، ،و التشويه في التاريخ ،و قطع الأوصال وزعزعة أسلوب الحياة المعروف من ممارسات يومية وطقوس دينية واجتماعية. مثال : عمدت الهجانا الإسرائيلية إلى استخدام خطة مبرمجة في هذا الصدد ، فمن خلال مهاجمة قرية فلسطينية و قتل رجالها و سبي و اغتصاب فتياتها ، و دفع نسائها للخروج منها عاريات كما حدث في دير ياسين ، فان الأهالي في القرى و المناطق المجاورة سيقعون تحت تأثير صدمت ما حدث ،و سينزحون عن قراهم و بيوتهم حفاظا على شرفهم، و هو الأمر الذي قدرته هذه القوات الغاصبة بناء على دراسات اجتماعية و نفسية أوروبية للمجتمع الفلسطيني. فلم يكن الهدف منه الوصول الى مكاسب سياسية فحسب وانما محاولة لطمس الهوية الثقافية والحضارية لصالح ثقافة وحضارة الآخر ، هذا التاثير لا ينقصر على فترة زمنية محددة بل يتم تناقله عبر الأجيال. ( من خلال خلق مفهوم ذات جمعي مهزوم، و مشرد، و عاجز، مفهوم ذات متوارث).
- الصدمات المتعاقبة
فالإنسان الفلسطيني عاش تجارب قاسية من تشرد، جرذمة وتهديد وجودي وانساني من خلال انتهاكات جميع حقوقه وتقسيمه الى اشلاء، تقسيمات 48، 67، ضفة غربية، غزة، القدس، لاجىء، مواطن، عائد، شتات. كل هذه التقسيمات حولت الشارع الفلسطيني الى مجموعة من عدة قطاعات متناثرة لا يوجد بينها تلاحم، وخلقت شرخا كبيرا في التواصل الثقافي ، الحضاري والسياسي للشعب الواحد. هذا العنف السياسي الممنهج من قبل الاحتلال الاسرائيلي والذي يمارس يوميا يؤثر على الاداء النفسي والمقصود به النيل من الارادة واحباط العزيمة. و الأمثلة في هذا الصدد كثيرة لا يمكن حصرها ، و يكفي أن يذكر كل و احد منا مجموع التجارب اليومية مع الاحتلال منذ اللحظة التي وعينا فيها حقيقة احتلال بلادنا.
تشير الدراسات بدون استثناء إلى أن الأثر البالغ للعنف السياسي من قصف، دمار، قتل وتعذيب على شخصية الفرد،هو علاقة ذات ارتباط طردي بينه وبين إصابته باضطرابات نفسية بعد التعرض للحدث مباشرة، مثل اضطراب ما بعد الصدمةPost Traumatic Stress disorder الذي تظهر أعراضه خلال فترات زمنية متباينة تتراوح بين أيام وسنين بعد انتهاء الحدث (Fee, 1980; Lyon1971, & Troy,1983 ). ففي المجتمع الفلسطيني تعرض 54% من الأطفال الفلسطينيين، ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عاماً، لحدث صادم واحد في حياتهم على الأقل (Khamis, 2005). كما إن هناك العديد من الدراسات المحلية،( قوتا، خميس، ثابت، سرور وغيرهم) التي شملت اطفال وبالغين ممن تعرضوا لحوادث صادمة مثل(تهديد بالقتل، القصف، التعذيب بالمعتقلات) لمعرفة الاثار النفسية عليهم. تؤكد بان هناك اثار سلوكية انفعالية مثل التوتر، القلق، التجنب، العدوانية والاضطرابات النفجسمية، العصبية وعدم القدرة على التحمل و التركيز . إلا أن المقلق حقا هو تشكل شخصية المضطربة إذا لم يتم التدخل بشكل سريع وفعال. ومن مزايا هذه الشخصية المضطربة:
- الحدة ، عدم التسامح وعدم التأقلم مع المحيط.
- عدم الثبات النفسي العاطفي، والسوماتي مما يؤدي الى احتقان المشاعر والافكار.
- عدم القدرة على التفكيرالسليم والحكم المنطقي، واختزال الفكر على الحياة الآنية والحفاظ على البقاء
· الجدار
فإقامة جدار الضم والتوسع، الذي يبلغ ارتفاعه 8م، وطوله 620 كم، أدى إلى عزل 126 تجمعاً سكانياً، أي نحو 183986 فلسطينياً ليجعل حياتهم صعبة جداً من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكما ورد في قرار محكمة العدل الدولية، الذي اعتبر جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل مخالفاً للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، كونه يفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض، ويقطع أوصال العائلات والأقارب، ما أدى إلى تغيير البنى الاجتماعية وعزلها عن بعضها، وسلب مصدر الرزق، عبر مصادرة ونهب الأراضي الزراعية، حيث بلغ عدد الفلسطينيين الذين فقدوا أراضيهم 20.000 فلسطيني يسكنون في 50 قرية، وتشريد الآلاف، وحرمان الأطفال من حقوقهم في التعليم و العيش بحرية وأمان، الأمر الذي ولد الشعور بانعدام الطمأنينة والاستقرار النفسي لديهم، في حين تتذرع الحكومة الإسرائيلية بإقامة الجدار الفاصل لحماية أمن مواطنيها من الفلسطينيين، غير أن الهدف الجلي من ورائه هو فرض واقع و معالم جغرافية مغايرة على الأراضي الفلسطينية، واضطهاد وإذلال الفلسطينيين، ومحاولة جعل إمكانية حصول الشعب الفلسطيني على تقرير مصيره أمراً شبه مستحيل.
سيتم تعريف وتحليل "معنى الجدار" ماديا (Physical meaning) ومعرفيا (Cognitive meaning) ووظيفيا (meaning Functional)، وسيشكل هذا الإطار العام للورقة المقدمة.
فمن الناحية المادية فان الجدار عائق ، اي يعيق التطور والنمو الانساني ويكبله. وإذا نظرنا للجدار مادياً، فإننا نواجه كتلة ممتدة من الحديد والاسمنت، تحيط بالتجمعات السكانية، مغلقة ببوابات حديدية، وتعلوها شبكة من الأسلاك الشائكة. وهذه الكتلة صعبة الاختراق، وهي عمليا عزلت من يقطن خلفها عن مصادر رزقه (عزل اقتصادي) وهددت احتياجاته الأولية من مأكل ومشرب ودواء، كما انها كبلت تقدمه النفسي والاجتماعي. يمكن تشبيه ما يفعله الجدار على المستوى المادي ب"الجيتو" بحيث تحشر فيه الناس وتعزل لكي تكون اكثر عرضة للقمع و التشريد( displacement). والمقصود هنا ان يقطع اوصال الافراد والمجتمعات عن بعضها البعض و حصر كل مجموعة لوحدها ليسهل قمعها والسيطرة عليها. حيث يتم قطع الأوصال من خلال:
- عدم التواصل الاجتماعي (الاقارب والتزاوج )
- عدم التواصل العلمي والثقافي.
- الابتعاد عن جهات الدعم الاجتماعي.
- الانقطاع عن مصادر الرزق مما يؤدي الى البطالة والفقر.
أن الجدار بهذا المعنى يخلق انقطاع Discontinuity في التكامل النفسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي للفرد و المجموعة، الأمر الذي يقود إلى اضطرابات في كل هذه المستويات المختلفة من الحياة اليومية.
ويؤكد ذلك راي محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي رات في القرار الصادر عنها في 13\6\2004 "ان الجدار يخلق جيوبا من السكان المعزولين والمعرضين والحرومين من الخدمات الاجتماعية والشبكات الهامة لهم. وسيؤدي الجدار الى تزوح وفقدان المكان. وسيؤثر على النسيج الاجتماعي و يبعد المجتمعات( التجمعات السكانية) في الأراضي المحتلة عن بعضها البعض، ويدمر علاقات القربى، التزاوج، والتواصل الديني والاجتماعي بين الناس. ويعيق بشكل اكبر حرية الحركة وخصوصا للأطفال والنساء . الجدار سيؤثر بشكل سلبي علي النواحي الصحية، التعليمية ، الثقافية وعلى الوضع النفسي للفلسطينيين."
مثال على ذلك: اصبح الآن من الصعب على العائلات الواحدة مشاركة افرادها في مناسباتهم، او التزاوج من مناطق اخرى. الطالب في رأس طيرة لا يستطيع الوصول الى مدرسته، الطالبات يجبرن من ترك المدارس لصعوبة وصولهم الى القرى المجاورة حتى.
اصبح الافق محدود....
وفي الجانب المعرفي وحسب النظرية المعرفية [Beck, Judith 1995 ] يتضح أن المثير البيئي الذي هو في هذه الحالة الجدار، يعمل على استثارة أفكار "أوتوماتيكية" Automatic Thoughts ينتج عنها سلوكيات وعواطف و أحاسيس -فسيولوجي ايجابي أو سلبي- اعتماداً على محتوى الأفكار.
فمن هذا المنظور فأن سلوك الإنسان ليس ردة فعل على الواقع المادي بشكل مباشر (مثير مادي تعقبه مباشرة استجابة)، وإنما كرد فعل للواقع كما يدركه هو بكل تركيبيته، ومن خلال ما يسقطه على الواقع من معان، أو رموز وذكريات، ، ونوايا ، ومن خلال مجموعة من المنظومات الأخلاقية والرمزية والأيدولوجية.
وبسبب تركيبة الإنسان هذه، ونظرا لأنه لا يستجيب للواقع المادي مباشرة وإنما يستجيب له من خلال إدراكه له، فلا يمكن لأي دارس أن يحيط بأبعاد أي ظاهرة إنسانية -سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية- إلا بالغوص في أكثر مستويات التحليل عمقاً، أي المقولات والصور الإدراكية التي يدرك من خلالها نفسه وواقعه ومن حوله من بشر ومجتمعات وأشياء.
فإذا أدرك الفرد الجدار حسياً، كمثير وماثله( شابهه) مع خبرة معرفية مشابهة في مبناه المعرفي يصبح هناك تمثل للمثير اي يصبح مستوعبا له وقادرا على التعامل مع ( تكيف، تحدي، مواجهة). اما اذا لم يستطع الانسان استدخال هذا المثير فانه يشكل شرخا وخلخلة وعدم تناغم بين الموجود أصلا في البنية المعرفية من معلومات ، و قيم، ومفاهيم ما هو مقدم من مثير بيئي وهذا يولد الشك والارتباك الذهني و العاطفي وقد يؤدي إلى التبلد الذهني. وفي كلا الحالتين فان هناك مشكلة اذا في الوضع الاول اذا اصبح مستوعبا فقد يشكل جزء من المبنى الفكري ( وخصوصا عند الاطفال) ويصبح طبيعيا اي جزء من الطابع العام للمكان وقد ينسى كيف كان الوضع من قبل. اما في الحالة الثانية فان عدم التناغم يؤثر على ادخال وحفظ المعلومات،و الفهم،و الاستيعاب ، واتخاذ القرار والتفكير ببدائل.
على الصعيد الوظيفي
وفي هذا السياق يوكد أبراهام ماسلو Abraham Maslow إحدى أهم المنظرين في حقل علم النفس الاجتماعي، أن الصحة النفسية تتطلب مجموعة من المحددات للوصول إليها ويصنفها على النحو التالي:
- الدوافع الإنسانية والمميزة في هرم الاحتياجات Hierarchy of Needs.
- وصف الشخصية الإنسانية الصحية نفسيا والمحققة لذاتها "Self Actualized " والتي تتطور نتيجة تلبية الحاجات الأساسية، التي تتمثل -حسب النظرية- بالترتيب ألبنائي التالي:
-
الحاجات الفسيولوجية.
-
الحاجة للأمان (المأوى)
-
الحاجة للحب والانتماء.
-
الحاجة للتقدير.
وبعد تلبية الاحتياجات يبدء الإنسان بالسعي نحو تحقيق الذات [Maslow, 1943]. وبما أن الترتيب بنائي، بمعنى أن تلبية الاحتياجات الأولية والتي تأخد منحى فسيولوجي أي يعتمد تغطية الاحتياجات الجسمية تتبعها الحاجة للشعور بالامان فاذا ما حققت يتم السعي تصاعديا نحو باقي الهرم (Maslow, A. 1943 Lowry, R. 1999).
ومن الناحية العاطفية يعبر الحب والانتماء الاجتماعي، عن حاجة أساسية ودافع رئيسي للحياة، وبالتالي فإضافة تقييدات أخرى عليه تؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر المستمر. إن الأبحاث حول اضطرابات القلق Anxiety disorders تشير إلى أن العزل الاجتماعي والقيود المضافة عليه وصعوبة الانتماء هو من اهم الشروط للتعرض لاضطراب القلق – مع استبعاد الأذى الجسدي المباشر كالقتل مثلاً كسبب أولي(Baumeisterl, 1995(..
وبناءً على ما تقدم سيبقى الإنسان الفلسطيني خلف الجدار يتطلع الى تلبية الحاجات التي تضمن الحد الأدنى من بقاءه ،كتأمين المأكل والمشرب والدواء والحد الأدنى من الأمان له ولأسرته. وإذا ما نجح بتلبيتها ضمن حدود الجدار "نسبيا" فأنه سيواجه تحدي تتطلبه طبيعته البشرية في الانتماء الاجتماعي للشعور بذاته وتحقيقها في وسطه الاجتماعي. عند هذه الحدود سيبقى منهمكا في ذلك وستتراجع حاجته لتقدير ذاته، ومن ثم تحقيقها Self Esteem and Self Actualization.
مثال: من الصعب جدا في الوقت تنظيم فعاليات، اي ان موضوعة التنظيم والقدرة على
فيما يلي بعض نتائج البحث أجراه المركز الفلسطيني للإرشاد عن تأثير بناء الجدار على الوضع النفسي في خمسة قرى في محافظة قلقيلية. من الجدير بالذكر ان البحث بدا العمل به قبل ثلاث سنوات وفي بداية بناء الجدار في تلك المنطقة. ان محاولة المقاربة ما بين قلقيلية والقدس قد لا تكون صحيحة اذ ان الوضع في القدس مختلف وهناك فارق بالزمن والتعرض ما بين المقدسيين واهالي قلقيلية. لذا سأحاول الحديث عن البيانات التي قد يكون لها دلالة نفسية للمقدسيين حاليا او على المدى الابعد.
- هناك علاقة طردية بين تعرض الأفراد للجدار (مكان السكن، عبور البوابات) وبين ظهور الأعراض النفسية لدى الجميع.
- عند فحص العلاقة بين التعرض للجدار والأعراض النفسية لفئة البالغين أظهرت النتائج أن للتعرض تأثير سلبي (عكسي) على تطور الأعراض النفسية، بمعنى أنه كلما زاد التعرض للجدار سواء بالسكن بالقرب منه أو المرور من خلاله، تقل امكانية تطور الأعراض عند البالغين.
- بالنسبة للتعرض للجدار وتأثيره على فئة الأطفال والمراهقين، أوضحت النتائج أن العلاقة ايجابية ( طردية) ، أي كلما زاد تعرض الأطفال والمراهقين للجدار ، تزيد امكانية تطوير الأعراض النفسية المتمثلة:-
- صعوبة بالنوم ، الشعور أن شيء سيحدث دون معرفة السبب، البكاء المتواصل، صعوبة بالتركيز، هذا بالنسبة للمراهقين.
- العدوانية، استخدام العنف اللفظي، ذكريات سيئة مرتبطة بالجدار، أحلام وكوابيس ليلية. هذا بالنسبة للأطفال.
هناك اختلاف في التأثر من التعرض للجدار بين الأفراد حسب الجنس، حيث تظهر لدى الذكور أعراض نفسية وقلة في التكيف مقارنة بالإناث.
بالنسبة للبالغين:-
- أظهرت النتائج ان الأعراض الجسدية نفسية المنشأ تطورت عند الاناث بمعدل أعلى من الذكور.
- أعراض الانسحاب مثل عدم الرغبة بالقيام بالأنشطة اليومية ظهرت بمعدل أعلى عند الذكور من الاناث.
- الشعور بالحزن وعدم النظر بتفاؤل للمستقبل ظهرت هذه الأعرض بمعدل أعلى عند الذكور من الاناث.
- بالنسبة لفئة المراهقين، أظهرت النتائج أن الأعراض ذات الدلالة الاحصائية والارتباط الايجابي المتمثلة بصعوبة بالنوم ، الاحلام والكوابيس، القلق (الشعور أن شيء سيحدث دون معرفة السبب)، صعوبات بالتركيز ظهرت مجمل هذه الأعراض بنسبة أعلى لدى الاناث من الذكور هذا وقد ظهرت الأعراض بشكل دائم.
- بالنسبة للأطفال، ارتبطت الأعراض العاطفية بعلاقة ايجابية مع الجنس ابرزها عرض الخوف من الليل، وظهر بنسبة أعلى عند الاناث من الذكور.
- أما عن الأعراض السلوكية التي ارتبطت بعلاقة ايجابية تمثلت باستخدام العنف والسلوك العدواني وكانت النسبة عند الذكور أعلى منها عند الاناث
أبرز الآليات التكيف المستخدمة عند البالغين:-
- 39% من الذكور و 23 من الإناث أجابوا بأنهم يستخدمون الهروب و الانسحاب المتمثل بالنوم و العزلة عن الآخرين.
- مشاركة الآخرين بمشاعر الحزن, الخوف و الرهبة حيث تتراوح نسبة الذكور الذين يستخدمون هذه الآلية14.5% و الإناث 18.5% , و ذلك من آجل الحصول على الدعم الاجتماعي سواء من الأهل و الأقارب أو من الجيران و الأصدقاء.
- الممارسات الدينية كالصلاة و قراءة القرآن, 12% من الذكور و 14% من الإناث.
- التدخين 13% من الذكور و 0.9% من الإناث.
- البكاء بكثرة 11% من الإناث و 2%من الذكور, استخدام العمل المنزلي من قبل 18%من الإناث, أخيرا مشاهدة البرامج التلفزيونية 14% ذكور و 17% إناث.
أبرز الآليات التكيف المستخدمة عند المراهقين
- تأخذ آلية الهروب والانسحاب المتمثلة بالنوم والعزلة عن الآخرين كآلية تكيف أعلى درجة في الاستخدام.
- و يليها قضاء وقت طويل في مشاهدة البرامج التلفزيونية.
- من ثم استخدام اللعب مع الأصدقاء, و سماع الموسيقى.
- أخيرا استخدام المعتقدات الدينية كالصلاة و قراءة القرآن.
- وجود بعض الآليات التي يجدر الإشارة إليها مثل التدخين و استخدام العنف اللفظي و الجسدي مع الآخرين.
أبرز الآليات التكيف المستخدمة عند الاطفال
- التحدث مع الآخرين عن المشاعر والخبرات الصادمة يأخذ أعلى نسبة.
- ويليها استخدام النوم والعزلة.
- من ثم البكاء واللعب يأخذون النسبة الأقل.
كيف يتصدى الانسان الفلسطيني لهذه الحرب النفسية حتى الآن
1- المقاومة والصلابة الذاتية النابعة من
أ. الالتزام بفكر ، مبدأ ، عقيدة
ب. التحدي للعدو ومواجهته
ج. السيطرة وجود هدف للحياة ومعنى اجتماعي إن من أهم القيم الأساسية في النظرية الإنسانية، هو أنها تطرح كيفية تطور الإنسان، وتقدمه بوعي Awareness، وقدرة Competency، وكرامة إنسانية سعياً للوصول إلى حالة من نوعية حياة وصحة نفسية.
د. التنظيم
2- وعي أهداف سياسات و مخططات و مضامين الحرب النفسية و العسكرية الإسرائيلية الخفية و فضحها من خلال التحليل و التعرية و الدراسة.
التوصيات
- حرب نفسية مضادةو تعبأة جماهيرية ومجتمعية واسعة من اجل التصدي لإمكانية حدوث تبلد او الرضوخ لليأس واللاحول خوفا من ان يتحول الجيتو الى فكرة مذوتة لدى الفرد والجماعة وان يصبح المرجعية ونهج لانماط التفكير والسلوك والتعامل مع الواقع.
- استخدام كافة وسائل الاعلام المتاحة في رد الادعاءات الإسرائيلية ، وتنظيم برامج اعلامية منظمة وموجهة بحيث
- التركيز على البرامج الثقافية والفكرية من اجل رفع سقف التفكير والابداع والحلم.
- تكثيف حملات المناصرة والمناداة داخليا وخارجيا.
- تكثيف و زيادة الدراسات النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية العلمية التي تفضح الآثار السلبية للجدار على المجتمع الفلسطيني، بحيث يمكن نشرها في الدوريات العلمية المختصة.