تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"إيد بإيد بنصنع واقع جديد" – مبادرة لتركيب أفران مجتمعية في وسط غزة

في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة، خاصة النازحين في شمال القطاع، ومن خلال المتابعة الميدانية المستمرة التي يقوم بها طاقم المركز الفلسطيني للإرشاد، تم تحديد العديد من الاحتياجات الأساسية للنازحين، وكان من أبرزها الحاجة الماسة لأدوات تُستخدم في طهي الطعام وخبز الخبز، في ظل انعدام سبل الطبخ داخل مراكز الإيواء.

استجابة لهذا الواقع، بادر المركز الفلسطيني للإرشاد إلى تنفيذ مبادرة "إيد بإيد بنصنع واقع جديد"، بتمويل من منظمة اليونيسيف، والتي هدفت إلى توفير أفران للطهي في مراكز الإيواء والمخيمات.

ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتنا، خصوصًا في نقل الأفران من المصنع الكائن في منطقة جباليا البلد – المصنفة كمنطقة حمراء شديدة الخطورة – بالإضافة إلى الصعوبات في شراء الأفران نتيجة العمولة العالية وشُح الموارد، إلا أننا نجحنا في تنفيذ المبادرة.

                    

تم تركي 8 أفران موزعة على 5 مراكز إيواء وهي:

  1. مركز إيواء المقوسي – شارع النصر، محطة بهلول
  2. مخيم العودة – خلف مخبز الشرق
  3. منطقة المزنر – خلف برج إسطنبول 5
  4. التجمعات خلف سويدي النصر
  5. حارة النفق

بلغ عدد المستفيدين من المبادرة أكثر من 10,000 نازح، من بينهم حوالي 3,500 طفل.

كما تم توفير كمية من الحطب رغم صعوبة تأمينه، بعد جولة طويلة قام بها فريق العمل بحثًا عن أي مكان يبيعه. وقد تولّى زميلنا إيهاب نقل الحطب بنفسه إلى مراكز الإيواء.

في إحدى محطات التنفيذ، كان من المفترض أن نبدأ العمل منذ ساعات الصباح الباكر، لكن تأخّر نقل الأفران من المصنع بسبب الوضع الأمني حال دون ذلك، واضطررنا إلى الانتظار حتى الساعة الواحدة ظهرًا. ورغم حرارة الجو والضغط، استمر الفريق بتنفيذ المهام حتى النهاية.

ولضمان استخدام آمن وفعّال، عقدنا سلسلة من اللقاءات المصغرة مع النازحين حول كيفية استخدام الأفران، والمحافظة عليها، وتنظيم الأدوار بين العائلات، بالإضافة إلى تدريب عملي حول طرق التشغيل الآمن.

وقد لاقت المبادرة ترحيبًا واسعًا من قِبل العائلات النازحة، التي عبّرت عن امتنانها العميق للمركز لتلبيته احتياجًا أساسيًا أعاد إليهم جزءًا من الحياة الطبيعية والكرامة. وقد طالب الكثيرون باستمرار مثل هذه المبادرات وتوسيعها لتشمل احتياجات أخرى.

رائحة الخبز الساخن أعادت لنا شيئًا من الشعور بالاستقرار... شعور بأننا ما زلنا نملك شيئًا، ولو بسيطًا، من حياتنا السابقة." - إحدى السيدات النازحات

رغم بساطة التدخل، إلا أن أثره النفسي والاجتماعي كان عميقًا. فقد ساهم في تخفيف المعاناة اليومية، وعزّز من قدرة العائلات على الصمود في ظل ظروف مأساوية لا تزال مستمرة حتى اليوم.